صفات الإنسان في القرآن الكريم خلق الله سبحانه وتعالى آدم ونفخ فيه من روحه، وكرّمه بأن خلق له حواء زوجةً لتؤنسه، وكرّمهما بأن أدخلهما الجنة، وثم أنزلهما على الأرض بسبب معصية أوامره، وأمرهما ليعيشا فيها ويعمراها، وقد ذكر الله سبحانه وتعالى ذلك في القرآن الكريم، وتطرّق إلى صفات بني آدم وسلالته، والتي سنذكرها لكم في هذا المقال.
صفات الإنسان الإيجابية
- الخلافة: حيث كرّم الله سبحانه وتعالى الإنسان، وذلك بأن جعله خليفةً على هذه الأرض، فهو المسؤول عن إعمارها وحكمها، ويبرز ذلك في العديد من آيات القرآن، منها قوله تعالى: (وَإِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلَائِكَةِ إِنِّي جَاعِلٌ فِي الْأَرْضِ خَلِيفَةً ۖ قَالُوا أَتَجْعَلُ فِيهَا مَن يُفْسِدُ فِيهَا وَيَسْفِكُ الدِّمَاءَ وَنَحْنُ نُسَبِّحُ بِحَمْدِكَ وَنُقَدِّسُ لَكَ ۖ قَالَ إِنِّي أَعْلَمُ مَا لَا تَعْلَمُونَ) [البقرة:30].
- العقل: ميّز الله تعالى الإنسان عن غيره من المخلوقات على هذه الأرض بنعمة العقل، والتي تمكّنه من الاختيار بنفسه، سواء كان اختيار الإيمان، أو اختيار الكفر، وجعل له حريّة العمل والتصرّف، وبالعقل يستطيع الإنسان الاستدلال على وجود الله تعالى من خلال التأمّل في خلقه، كما يستطيع التمييز بين الخطأ والصواب.
- القلب: حيث ذكر القلب في القرآن الكريم بالعديد من الصيغ مثل: "قلب"، و"قلوب"، و"القلوب"، وربطها بالعديد من الأحاسيس والحالات النفسية التي تصيب الإنسان، مثل الاطمئنان بالإيمان وذكر الله، والسكينة، والخوف، والفزع، والاشمئزاز، والرحمة، والقسوة، والفظاظة والغلاظة وغيرها، هذا بالإضافة إلى ذكر القلب كأحد عناصر الإدراك والفهم وغيرها.
- الحواس الخمس: وتحديداً حاسة السمع، وحاسة البصر، وذلك لدورهما الأساسي في الحصول على المعرفة والمعلومات المختلفة، مع ذلك فقد أكّد الله تعالى على أنّ مجال بصر الإنسان محدود، فهو لا يستطيع رؤية كلّ شي، والدليل على ذلك قوله تعالى: '"(فَلا أُقْسِمُ بِمَا تُبْصِرُونَ ومَا لا تُبْصِرُونَ)"' [الواقعة:38-39].، وجعل الله تعالى البصر والسمع أدوات للاستدلال على وجوده.
- العلم والقدرة على التعلّم: ومثال على ذلك قوله تعالى: (عَلَّمَ الْإِنْسَانَ مَا لَمْ يَعْلَمْ) [العلق:5] وقوله أيضاً: '"(الرَّحْمَنُ، عَلَّمَ الْقُرْآنَ، خَلَقَ الْإِنْسَانَ، عَلَّمَهُ الْبَيَانَ )"' [الرحمن:1-4].
- الذاكرة: وهي من السمات الإيجابية الموجودة عند جميع بني البشر، وقد ذكرها الله تعالى في العديد من المواضع في القرآن الكريم مثل قوله: '"(وَيَضْرِبُ اللَّهُ الْأَمْثَالَ لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَتَذَكَّرُونَ)"' [إبراهيم:25].
- الإلهام: بالإضافة إلى الهداية التي يتلقاها الإنسان من الله سبحانه وتعالى حتى يستطيع التمييز بين الخطأ والصواب، لتصبحه نفسه زكية حيث قال تعالى: '"(وَنَفْسٍ وَمَا سَوَّاهَا، فَأَلْهَمَهَا فُجُورَهَا وَتَقْوَاهَا، قَدْ أَفْلَحَ مَنْ زَكَّاهَا، وَقَدْ خَابَ مَنْ دَسَّاهَا)"' [الشمس:7-10].
- فيه من روح الله: فعندما خلق الله سبحانه وتعالى الإنسان، نفخ فيه من روحه أمر الملائكة بالسجود إليه، ويشار إلى أنّ الروح من الأمور الغيبية التي استأثر الله تعالى بها لنفسه.
صفات الإنسان السلبيّة
- الضعف: فالله تعالى خلق الإنسان ضعيفاً من الناحية الجسديّة والعقليّة والنفسيّة، وخاصّةً في مرحلة الشيخوخة، وعند التقدّم في السنّ، كما يكون ضعيفاً في المرض والتعب، وقد ذكر الله تعالى ذلك في قوله:'"(يُرِيدُ اللَّهُ أَنْ يُخَفِّفَ عَنْكُمْ وَخُلِقَ الْإِنْسَانُ ضَعِيفًا)'" [النساء:28].
- النسيان: وهي الصفة التي أدّت إلى نزول آدم وحواء من الجنة، وذلك عندما نسيا تحذير الله لهما من الأكل من الشجرة، حيث تمكّن الشيطان في هذه اللحظة من الوسوسة لهما وإغوائهم.
- الاستعجال: حيث قال تعالى:'"( خُلِقَ الْإِنسَانُ مِنْ عَجَلٍ ۚ سَأُرِيكُمْ آيَاتِي فَلَا تَسْتَعْجِلُونِ)'" [الأنبياء:37]، فهناك العديد من الأخطاء التي يرتكبها الإنسان خلال حياته نتيجة عدم قدرته على الصبر، والتي تسبّب له الندم، مثل الحديث عند الانفعال، والحكم على الآخرين بتسرع، وغيرها.
- الجدال: ويظر ذلك جلياً في قول الله تعالى: '"(وَلَقَدْ صَرَّفْنَا فِي هَٰذَا الْقُرْآنِ لِلنَّاسِ مِن كُلِّ مَثَلٍ ۚ وَكَانَ الْإِنسَانُ أَكْثَرَ شَيْءٍ جَدَلًا)"' [الكهف:54].
- الجهل وظلم النفس: والتي تكون على عدة أشكال، فإمّا يكون الإنسان ظالماً لنفسه عندما يشرك بالله ولا يخاف عقابه، أو للآخرين أو حتى لله تعالى عندما لا يثق بعظيم قدرته وإعطائه صفاتاً ليست فيه جلّ في علاه.
- البخل: والذي يتمثل في حبّ الإنسان لجمع المال وخشيته من إنفاقه، أو الحرص على إخفاء النعم التي وهبها الله تعالى له.
- اليأس والإحباط: حيث يلاحظ أن الإنسان يصبح يائساً ويملأ قلبه الإحباط والقلق عندما يمسه الشر، وتتلاشى ثقته برحمة الله، وما يدلّ على ذلك قوله تعالى:"'(وَإِذَا أَنْعَمْنَا عَلَى الْإِنْسَانِ أَعْرَضَ وَنَأَى بِجَانِبِهِ وَإِذَا مَسَّهُ الشَّرُّ كَانَ يَئُوساً)"' [الإسراء:83].
- الكفر والكنود: وعدم الإيمان بالله سبحانه وتعالى.
- الفجور: والذي قد يكون فردياً أو جماعياً، مثال على ذلك عندما فجر قوم نوح وأعرضوا عن الله سبحانه وتعالى.
- الخوف والجزع: ويعني الخوف من الوقوع في المشاكل أو التورّط بها.
- الغرور والطغيان: والذي يتملك الإنسان إذا ما امتلك مالاً أو منصباً اجتماعياً.
- الحسد: وقد كان هذا السبب الذي أدّى إلى قتل أحد ابني آدم بيد أخيه.